يخضع نظام التعليم في المانيا لتغييرات وإصلاحات عدّة ويكمن الهدف الرئيسي في هذه التغييرات في إعادة تنظيم الثانويات في كل من مجالاتها المهنية، التجارية والفنية والخ…
لقد تم تغيير عدد السنوات الدراسية المحسوبة ابتداءً من المرحلة الإعداديّة من تسع سنوات إلى ثمانٍ للتمكّن من الحصول على الشّهادة الثّانوية. وقد تم بالإضافة إلى ذلك تغيير النظام الأكاديمي بسبب اصلاحات “بولونا”. الشهادات التي سنتناولها في مقالنا هذا هي البكالوريوس والماستر.
تتطلّب الدراسة في ألمانيا الشهادة الثانوية العامة أو مؤهلات دخول الكليات التقنية. لم يكن من الممكن حتى الآن بناء منظمة مسؤولة عن ملفات الجامعات كافة وبالتالي يتوجب على الطلاب إرسال ملف خاص بكل جامعة أو بكل معهد تقني إلى تلك الجامعة أو الكليّة أو المعهد.
تُحدّد متطلبات القبول والتسجيل في الجامعة من قبل الجامعة نفسها وبالتالي يمكن أن تختلف متطلبات التسجيل لفرعٍ معيّن من جامعة لأخرى. يوجد في ألمانيا ثلاث أنواع من الجامعات والكليّات. يتركّز الصنف الأول في بعض الكليّات حيث تقدم لك كل من كليّات الفَنّ والإخراج والموسيقى دراسة عمليّة وثقافة شاملة في المواد الفنيّة.
تنحدر بعض الكليّات في الصنف الثاني حيث تتكفل الكليّات التقنية بتغطية كل ما ينتمي للمواد العلميّة والاجتماعيّة كما تهتم بإكسابك الخبرة العمليّة في مجالك أثناء تدريسك. أما الصنف الثالث فهو ما يعرف بالجامعات التي تقّدم لك مجموعة واسعة جدًا من الفروع التي يمكنك دخولها. بالرغم من اهتمام الجامعات بالخبرة العمليّة، يكون محض اهتمامها متركز على التعليم النظري والكلاسيكي.
يكمن الفرق الجوهري بين الجامعات الخاصة والجامعات الحكوميّة بأن الجامعات الحكوميّة في ألمانيا لا تتقاضى من الطلاب أي رسوم مصاريف الدراسة بناء على قانون قُرِّر في أكتوبر 2014 كما ويتم دعمها ماديّا وتمويلها من قبل الحكومة الألمانية.
في حين يتم تمويل الجامعات الخاصة من قبل رسوم مصاريف الدراسة التي يدفعها الطلاب، الأمر الذي من الممكن أن يكون باهظ الثمن على الكثير من الطلاب. إن عدد الجامعات الحكوميّة في ألمانيا يفوق بكثير عدد الجامعات الخاصّة. ينصّ القانون الألماني على وجوب تأمين إمكانية التعليم للجميع وكما ينص على توفير جميع الاحتياجات لجميع الأشخاص التي تمكّنهم من الحصول على تعليم كفؤ، مما كان سببًا في إلغاء جميع رسوم المصاريف الدراسيّة في الجامعات الحكوميّة. يمكن بالإضافة إلى ذلك الحصول على مساعدات من الحكومة الألمانية تحت شروط معيّنة لتكميل فترة دراستك الجامعيّة كقرض بافوغ مثلًا.
تعتمد الدراسة في الجامعات الألمانيّة بمجملها، على خلاف الكثير من الدول، على المحاضرات النظرية التي يتلقّاها الطلاب من البروفسور في الجامعة. يُجمع جميع طلاب دفعة معيّنة في قاعة كبيرة جدًا لإعطاء المحاضرة التي تعتمد على الإلقاء الشفوي بشكل عام وعلى بعض النماذج البسيطة التي يمكن تنفيذها في الحياة العمليّة.
يحصل الطلاب في نهاية كل فصل على علاماتهم في الفحوصات والمشاركة أثناء المحاضرة وحضورهم في القاعات ومشاريعهم. يمكن أن تختلف الأقسام التي توضع عليها العلامات باختلاف الفرع الجامعي. يمكن أن يحصل الطالب على خبرة عمليّة أثناء قيامه بفترة التدريب التي تكون أحيانًا إجبارية في بعض الجامعات. يُضطر الطلاب أحيانًا على العمل في شركة أو مشفى أو مكان معين لبضعة أسابيع أو أشهر للحصول على خبرة عمليّة وإثبات جدارتهم ومعرفتهم التي تلقّوها خلال فترة دراستهم مما يعتبر شيء مهم جدًا للطالب لزيادة فرصه في إيجاد عمل بعد حياته الجامعية. إن الشهادات الألمانية معترف عليها في جميع أنحاء العالم وكما تعتبر الشهادة الألمانية إحدى أفضل الشهادات في العالم ويمكن للطالب الحصول على هذه الشهادة بعد ستة أو ثمانية فصول دراسيّة على الأقل.
ومن ثمًّ تأتي مرحلة الدراسات العليا “الماستر” التي تمتد ما بين فصلين دراسيين إلى أربعة فصول دراسيّة. تتطلّب كلتا الشهادتان النجاح في جميع الامتحانات وكتابة أطروحة خاصّة بالتخرّج. تتطلّب الدراسة العليا في كلّ من فروع الطب البشري وطب الأسنان والمحاماة والصيدلة والتدريس شهادة “شتاتس ايكزامين” والتي تعني فحص البلد. تلي مرحلة الدراسات العليا “الماستر” مرحلة الدكتوراه التي يمكن للطلّاب القيام بها فور انتهائهم من الدراسات العليا. تقدّم الدراسة في ألمانيا معرفة دقيقة وشاملة ومعلومات دقيقة ومفصّلة بالإضافة إلى الخبرة العمليّة على حد سواء. بعد إنهاء كافة هذه المراحل الدراسية يمكن للخرّيجين العمل مباشرة في أي مكان ضمن المجال نفسه.